العظيم

image

واحتي

ومن أسماء الله الحسنى : العظيم

سنراعي في كل اسم من أسماء الله الحسنى نقاط ثلاث :

1. تعريف الاسم

2. تطبيقاته العملية

3. علاقة المؤمن به

المعنى اللغوي لكلمة العظيم هو إذا اشترك شيئان في قاسم مُشترك ، ورجح الأول نُسمِّي الأول عظيماً ، إذا كان أحدهما زائداً على الآخر في ذلك المعنى المشترك ، سُمي الزائد عظيماً ، نقول : هذا جسمٌ عظيم .. أي له أبعاد .. له طول أطول ، وعرض أعرض ، وعمق أعمق ، نقول : هذا الشيء عظيم ..

يمكن أن نقول فلان عظيم في العلم ، أي يتمتع بعلم غزير ، وفلان عظيم في المال ، وفلان عظيم في الملك ، وعظيم القرية سيدُها ، والعظيم مُشتق من العظم ، والعَظْم هو الضخامة والعز والمجد والكبرياء ، والشيء العظيم أي الشيء القوي ، الضخم ، العزيز ، ذو الكبرياء ، يقول تعالى : (  وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ ) البقرة: 255 ..

وإذا قلنا الله عظيم فمعنى ذلك : أنه عظيم في وجوده ، ومع وجود كل مخلوقاته إلا أنها جميعاً سبقها عدم ، وسوف تنتهي إلى عدم ، أما إذا قلنا الله عظيم في وجوده فنعني أنه لا شيء قبله ولا شيء بعده ، هو الحي الباقي على الدوام ، وجود الإنسان وجود قائم على غيره ، لكن وجود الله سبحانه وتعالى ذاتي ، علمنا محدود مُتعلق بالحواس الخمس ، لكن علم الله علم مطلق بكل ممكن فقد قال تعالى : (قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ) الحجرات: 16..

 فالله عظيم في وجوده ، عظيم في قدرته ، عظيم في علمه ، هو على كل شيء قدير ، لا يعجزه شيء في الأرض ولا في السموات ، الله عزوجل سُلطانه مُمتد إلى أي مكان ، وفي أي زمان ، ومع أي مخلوق ، وهو عظيم في نفاذ حكمه ، والعظيم هو الذي تعجز العقول عن أن تدركه ، والله عظيم مُستغنٍ عن تعظيم العباد له ، سواء أعظَّمه الناس أم لم يُعظِّموه ، عرفوه أم لم يعرفوه ، قدَّسوه أم لم يُقدسوه ،العظيم هو الذي ليس لعظمته بداية ، ولا لجلاله نهاية ، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال كان النبي – صلى الله عليه وسلم – يدعو عند الكرب بهذه الكلمات : ( لا إله إلا الله العظيم الحليم ) رواه البخاري ..

ما من مخلوق من بني البشر إلا ما ندر إلا هو يؤمن بالله ، لكن الإيمان الذي يُنجِّي هو أن تؤمن بالله العظيم ، إن آمنت أنه عظيم ، استحييت أن تعصيه ، وكبُر عليك أن تُعرض عنه ، فالإيمان بالله العظيم يحملك على طاعة الله العظيم ..

 

والإنسان أحياناً يسأل يا تُرى حينما قال ربنا سبحانه وتعالى : (خُذُوهُ فَغُلُّوهُ ، ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ ، ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعًا فَاسْلُكُوهُ ) الحاقة: 30-33 ، يا تُرى لم استحق النار؟ لأنه ما آمن بالله العظيم فهان أمر الله عليه ، فاستحق النار على معصيته ، إن رأيت أن الله عظيم ينبغي أ تتلاشى أمامه فأنت صغير صغير ، ينبغي أن تُعظِّم أمره ، وتُعظِّم شعائره وكتابه ..

ما علاقة المؤمن بهذا الاسم ؟ أنت مؤمن … إذا رأيت عظمة الله تلاشت عظمة نفسك ، وإن الكبر والاستعلاء والغطرسة والاعتداد بالنفس يتلاشى ، وحينما يتلاشى الكبر والاستعلاء والغطرسة يزيده الله عزاً ، فهل تعتقدون أن هناك في الأرض إنساناً أعزَّه الله ، ورفع ذكره ، ورفع مقامه كرسول الله – صلى الله عليه وسلم – ؟ وفي الوقت نفسه لا أعتقد إنساناً افتقر إلى الله وتذلل له كرسول الله – صلى الله عليه وسلم –

  ( أحببت الله من أسمائه فأحببت أن تحبوه )

Leave a comment