الله

image

ومن أسماء الله الحسنى : الله

سنراعي في كل اسم من أسماء الحسنى نقاط ثلاث :

1.     تعريف الاسم

2.     تطبيقاته العملية

3.     علاقة المؤمن به

قال تعالى : (فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ ) محمد: 19 ، هذه الكلمة هي كلمة التوحيد ، فالإسلام كله ، والإيمان كله ، والإحسان كله  جُمِع في هذه الكلمة ، ( الله ) هي شعار الإسلام والدين أساسه قائم على هذه الكلمة ..

( لا إله إلا الله ) فحوى رسالات الأنبياء جميعاً ، نُردِدُها كل يوم عشرات المرَّات ، بل مئات المرات ، وما عرفنا حقيقتها ! ولو عرفنا حقيقتها لكُنَّا في حال آخر غير هذا الحال ..

أولاً نقف عند المعنى اللغوي ، الله عَلَمٌ على الذات الكاملة ، عَلَمٌ على الخالق ، عَلَمٌ على البارئ ، أسماء الله الحُسنى جُمعت في ( الله ) ، في المعجم : أَلَهَ يَأْلَهُ إِلَهَةً وأُلوهةً وأُلوهِيَةً ، يعني عبد عبادة ، والعبادة هي الحُب مع غاية الطاعة ..

ويقول العلماء : ( لا معبود بحق إلا الله ) هو الذي يستحق العبادة وحده ، لا رازق ولا مُعْطي ولا مُعز ولا مُذل ولا رافع ولا خافض إلا الله ، فكُلُّ الأسماء الحُسنى إذا جُمِعت هي الله ..

المعنى الثاني : أَلِهَ أي تحيَّر ، الإنسان يتحيَّر بمن ؟ بالصغير أم بالكبير ؟ بالغني أم بالفقير ؟ فالتحيُّر من معاني العظمة تَحار فيه الألباب ، تَحار فيه العقول والنفوس ، فلماذا هو معبود ؟ لأنه رازق ، ولأنه قوي ومحيي ومُميت ….. الخ ، لذلك تَحار فيه العقول ، فلا نهاي لجبروته ولا لجماله ولا لرحمته ، منتهى النهايات هو الله  ..

المعنى الثالث : أَلِهَ أي لجأ إليه ، يعني : لا ملجأ لك أيها الإنسان إلا الله ، فحين نقول ( لا إله ) تنفي أن يكون في الكون إله غير الله عزوجل .. فالله عزوجل لم يأمُرك أن تعبده إلا بعد أن طمْأنك إلى أن الأمر كله عائد إليه ، قال تعالى : (يَا أَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ) البقرة : 21 ..

المعنى الرابع : ( لا إله ) للرغبة إلا الله ، إذا رغبت فالله وحده هو الذي يجب أن ترغب فيه ، ( لا إله ) للرهبة إلا الله ، وإذا خفت فينبغي ألا تخاف إلا من الله ، فحالة التوحيد مع المؤمن حالة مريحة وهي الصحة النفسية ، وخِلاف التوحيد حالة مرَضيَّة ، فالمعبود فقط وبحق هو الله ، هل يستحق العبادة إنسان ؟ الإنسان سيموت ومآله للعدم فهو لا يستحق العبادة ..

فلو عرفت ( لا إله إلا الله ) بحق ، فلن تحتاج إلى آلهة الأرض ، فالإنسان كله بيد الله ، هناك شخص توحيده ضعيف في حياته ، أشخاص كثيرون لهم تأثيرعليه ، سعى إلى إرضائهم وخاف من غضبهم وعلَّق عليهم الآمال استحقوا في نظره الطاعة والعبادة والخضوع  فهذا هو الشرك، أن تتخلص مما سِوى الله عزوجل مُطلقاً ، لا حُباً ولا كراهية ولا خوفاً ولا طمعاً إلا ما أمر به الله عزوجل في كتابه  ..

وإني أدعوك أن تلاحظ الناس ، فحينما يقع أحدهم في مأزق ، أو يُعاني من مرضٍ عضال ، أو يتعرض لمشكلة كبيرة ، ينسى كُل الشركاء ويتجه إلى الله وحده ، وقد قال العلماء : ( فرعون ما عرف الله قبل المحنة ، لذلك ما نفعته عند المِحنة ، سيدنا يونس عرف الله قبل المحنة فلما جاءت المحنة نفعته هذه الكلمة ) ..

سيدنا يونس قال : ( لا إله إلا أنت سبحانك ) بكلمة أنت يخاطبه كأنه يرى الله معه ، أما فرعون فماذا قال : (قَالَ آمَنتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلاَّ الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرَائِيلَ وَأَنَاْ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ) يونس: 90  كأنه سمِع أنه يوجد إله لموسى بيده كل شيء ، فضمير الغائب دليل على أنه غير مُتحقق ، ما قالها تعبُداً قالها تخلُّصاً ، اعرف الله في الرخاء يعرفك في الشدة ..

هذه الآية وردت عشرات المرات أو أقل : (اعْبُدُواْ اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ ) الأعراف : 73 ، فصار ديننا أن تؤمن أنه لا إله إلا الله وأن تعبده ..

وعن عبدالله بن كَريز أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أفضل الدعاء دعاء يوم عرفة ، وأفضل ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له ) ، لا إله إلا الله حِصنٌ من دخلها أمِن من عذاب الله ..

فإذا الإنسان قام بجمع الآيات القرآنية التي في التوحيد وحفِظَها وفهِمَها ، فهذا كنزٌ قرآني كبير يبُثُّ في المرء الاطمئنان ، ويدرأ عنه أسباب الخوف ، لكن متى يعصي الإنسان ربه ؟ إذا رأيت شيئاً دون رضاه هو أثمن من رضاه ..

فإيماننا يزداد بكلمة ( لا إله إلا الله ) عن طريق التفكر في الكون أولاً ، وتدبُّر آيات الله ثانياً ، والنظر في أفعال الله  ثالثاً ..

      ( أحببت الله من أسمائه فأحببت أن تحبوه )

Leave a comment